ضجيج الصمت!!!!!!!!!!!!!

أن أتدلى كغصن لبلاب على نافذة قلبك
هذا ما كنت أحلم به ..
أطالع عينيك المضيئتين كقمرين يلمعان أملاً
ترشدني إليك بسمة ثغرٍ مرصعة بنجومٍ تراصت بياضاً
يضيء سواد ليل ذلك الثغر المحروس بعناية الخالق
يغريني كي أتحين لحظة تحملني إليك
تطويني بقربك سنين عمري الباقية
يا قمراً أضاء سماء حياتي بعد أن انطفأت شمعة الأمل بين يديّ
ساعة مغيب الشمس في بطن البحر الفاغر أمواجه بنهم الجائع
ليبتلعها من فوره دون أن يبقي لي حتى صدفة فارغة
علّي أستطيع أن أشرب بها رشفة أمل أو قطرة سعادة
وجدت نفسي في هبوب رياح التلاشي وسط بهو لا مدى له
أحمل بوصلة الغموض التي تفوح منها رائحة الموت
من شدة خوفي ومن فرط ما حدقت في سماء التيه
حدثني حدس ضياع وتراءى لي شحوب مصير
فكان البحر أكثر وحشة
فلا أثر للنوارس التي انطفأت في الهواء المحتقن بحرارة تنذر بصاعقة الفناء
ووسط ضجيج الصمت المطبق على ليل البحر الموحش
وتلك القرية حيث أنت ومسافات تكابر على مصارعها
بين الأطواد الممتدة بلا مدى يعانقها وتعانقه
لازال جمال الشروق وهذيان الغروب الأكثر عزلة عن كل ما يحدث
فلم تتجرأ الأحداث بتتاليها
ولم يتجرأ الصمت بضجيجه المسكون بهسهسة الكائنات الليلية أن يصل إليهم ..
فالشروق باسم باستحياء والغروب يتوارى خجلاً من عيون المحدقين فيه
وأنت .. أين أنت ؟! هل لازلت تطل كقمرٍ عبر تلك النافذة؟!
وهل لا زالت نجوم ثغرك تضيء المكان ؟!
وهل لازالت شمس محياك تسطع مشرقة ؟!
وذلك الغصن المتدلي بأشواقي إليك
المرصع بزهرات عمري الذي أهديتك ثماره حباً
هل لازال حياً بإروائك إياه تفاؤلاً؟!
أم أنه جف وبدأ الموت ينهشه
و زهراته تتساقط العمر تلو العمر ؟!
هل لازال يعطّر حياتك بعبير روحي
أم تبدلت رائحته برائحة الموت ؟!
مُدّ لي خيط شعاعٍ باسم من سطوعك الباهر
أسعفني بإضاءة منك تعيد إلىّ أملاً في الحياة
لوّح لي بابتسامة ترسم لي طريقاً من نور حيث تكون
اصرخ بكلمة تقتل الصمت الذي ضجت به حياتي
مزق أكفان البعد الذي يحول بيننا
انهض وساعدني كي أنهض
طال جلوسي وأخشى أن يلفظني رصيف الانتظار
وقد عجزت عن الحركة وأصبت بشلل اليأس

صمت .. ينتهي الحب فيتوقف النبض وتتلاشى الأنفاس.