الرجل الاستثنائي والمرأة الاستثنائية!؟
عندما
رأيت انشغال أحد الأصدقاء بخطيبته حدّاً فاق الوصف، إذ لم يترك فرصة صغيرة
أو كبيرة، إلا واتصل بها، ودون أن يدع مناسبة إلا ويتحدث عنها بشغف كبير،
اندفعت متشوقة لمعرفة تلك الصبية الساحرة التي سبت قلب هذا الرجل.. سألته
مرة: هل خطيبتك جميلة إلى هذا الحد الذي يجعلك تنفق يومك كله في الحديث
معها؟ أجاب بكل ثقة: لاتعتبر من الجميلات، لكنها ليست بشعة!
هالني
رده وواقعيته، وقلت مع نفسي: الحب أعمى.. فها هو يرى حبيبته على حقيقتها،
ويحبها مع سبق الإصرار والترصد، فإذا كانت غير جميلة.. سألته: لماذا
أحببتها؟ أجاب: وهل الجمال هو مقياس الحب؟ ولو كان الجمال هو الأساس، رغم
أهميته، لتوقف العالم عن الحب.. وتابع صديقي الكلام: المرأة الجميلة فاكهة
للنظر، ولكن المرء يكتشف أحياناً أن تلك الفاكهة دون نكهة ودون فائدة،
وماهي إلا شكل جميل، سيبدأ عده التنازلي لاحقاً، بفعل الزمن شئنا أم
أبينا!؟
المرأة التي أحب ..امرأة استثنائية في كل شيء، فهي ذكية حد
الإبداع، ومبدعة حد العبقرية، حنونة إلى الحد الذي أصبحت فيه كل شيء في
حياتي، فهي: الأم والأخت والزوجة والحبيبة..
طيبة، حد العطف على الرصيف الذي ينام في العراء تحت المطر..
كريمة، لدرجة إعطاء كل عمرها لإسعاد من حولها..
المرأة
الاستثنائية التي في حياتي، امرأة نادرة.. امرأة من نوع خاص يصعب عليَّ
وصفها، لكنني أحبها بجنون عاشق.. يتعجب البعض أحياناً من قدرة هذا الحب على
السيطرة على كل انفعالاتي وحالات سخطي على الحياة..
المرأة الاستثنائية التي أحب هي وطني وسكينتي وملاذي الآمن..
قلت لذلك الصديق: وماذا تقول هي عنك.. هل تشعر بالمقابل أك استثنائي أيضاً؟
قال: اتصلي بها دون علمي، واسأليها..
فأجابت بكل حماسةوحب: الرجل، إن لم يكن استثنائياً، فلماذا أحبه، والدنيا مليئة بالرجال؟
من أحبّه، رجل لايشبه بقية الرجال!
مبدع، لدرجة الحفر على جدران الكلمة، ليصنع منها قصوراً من المرمر، مرصعةً بفسيفساء الحرف الجميل..
حنون، لدرجة أنه عندما يلمس شعري. أقسم له بانني سأبيع الدنيا لأجل عينيه!؟
مجنون، حد جعله هذا الجنون، يدعو العصافير صباحاً، لتشرب القهوة معنا، وتحتفل معنا، وتشهد أننا عاشقان..
الرجل
الاستثنائي في حياتي ،كماء النهر لايمكنه أن يعاد مرتين.. فمن أصابعه تبدأ
دورة النهار، ومن ابتسامته المنسوجة من كبرياء ينتهي وقت المساء، على
نبرات صوته الرجولي يبدأ الليل مواويله العاشقات..
بعد كل ماقاله
صديقي وخطيبته عن بعضهما أيقنت تماما أن الرجل الاستثنائي، لايمكنه إلا أن
يحبَّ امرأةً استثنائيةً، فباركت لهما هذا الحب، ودعوت من القلب أن يبعد
الله عنهما عيون الحاسدين!!